قصيدة: ما بين مَهدي وبُردتي
شعر: حسين العبد الله .
أسيرًا في المرايا بتُّ وحدي
أسامرُ عبرتي، سُهدي، و وَجدي
وأبحثُ في عيوني عن عيوني
وما دربٌ هناك إليَّ يهدي
أضعتُ مدينةً، وطنًا، و أُمًّا
و كنتُ معي وصرتُ اليومَ ضدي
تقلبني الليالي لا تبالي
كأني في يديها زهر نرد
و ظلِّي قدَّ من دُبُرٍ قميصي
يقول: تعبتُ .. قِفْ .. ضيَّعت رُشدي
بشيبي - لو تعُدِّي - ألفُ جُرحٍ
وقلبي فيه ألفٌ ..... لا تَعُدِّي
تقول ليَ المرايا: إنَّ ريحًا ستأتي عن قريبٍ
فاستعدِّي
وكيف الريحُ تأخذني بعيدًا ؟!
وكيف يُطيق أهل الحب بُعدي ؟!
أنا دفءُ الصباحِ على خريفٍ
فمَن يا صبحُ للأوراقِ بَعدي ؟!
أنا صوتُ المآذنِ فاسمعيني
و إن ناديتُ: حيَّ عليَّ
رُدِّي
أنا خبزُ القلوبِ فوزِّعيني
لكل السائلينَ ولا تصدُّي
أنا دمعُ اليتامى
زمزميني
و رُشيني صباحًا فوق وَردِ
صغيرًا أرضعتني الحبَّ أمي
وحين فُطمتُ كان الحبُّ نهدي
وثغري ضفَّتانِ تفيضُ شَهدًا
بلا مَنٍّ سقيتُ الناسَ شهدي
فراتيٌّ
وأمي قمَّطتني
بحبِّ الشامِ فاستحليتُ شَدِّي
وكان المَهدُ - مهدي - ياسمينًا
فكيف أخونُ مهما عشتُ مَهدي
أنا في العيشِ صدرُ الشامِ قصري
وبعد الموتِ جفنُ الشامِ لَحدي
خذي هذي الوسائدَ أتعبتني
ومُدِّي ساعديكِ فدايَ مُدِّي
دعيني هاهنا أغفو طويلًا
أمرغ في ندى زنديكِ خدي
ففي زنديكِ عطرٌ من بلادي
وهذا العطرُ ما أغلاهُ عندي
وإن شحَّ الذي قد كان مني
هَبي عُذرًا لجَزرٍ بعد مَدِّ
وإن هبَّت رياحٌ عانقيني
فصدرُكِ بُردتي من كل بَردِ
ــــــــــــــــــــــــــــ
#زخات_قلم
#حسين_العبدالله