الرئيسية » تحاليل سياسية



هل هناك تفاهم أمريكي روسي

بشأن الحرب في أكرانيا؟

 

في خضم الحرب المستعرة بين روسيا وأكرانيا تطورت الوقائع وتسارعت الأحداث وتكشفت سياسات وبرزت أعمال بطرق ملتوية يسلكها الغرب كالتدخل البرياطني في تفجير جسر القرم وشحن النفط الروسي إلى أمريكا وهي الضاغطة على العقوبات الغربية بخصوص النفط الروسي.

ونشرت جريدة وول ستريت جورنال الأمريكية مقالا مفاده أن روسيا ترسل نفطها إلى إيطاليا حيث هناك شركة إيطالية روسية تعمل على تكرير النفط الروسي ثم ترسله عبر السفن إلى الولايات المتحدة الأمريكية. 

والملاحظ أن صادرات النفط من الموانئ الروسية إلى دول الاتحاد الأوروبي ارتفع، فقد بلغ في نيسان/ أبريل 1.6 مليون برميل يومياً، بعد انخفاضها إلى نحو 1.3 مليون برميل يومياً في الشهر ذاته، وذلك وفقاً لبيانات موقع "TankerTrackers.com" المختص بمتابعة حركة الناقلات النفطية.

ففيما يتعلق بالنفط الروسي وارتفاع نسبة صادراته إلى أوروبا فالأمر واضح وهو عدم قدرة الاتحاد الأوروبي في الظرف الراهن على الاستغناء عن النفط الروسي خصوصا والموسم الشتوي على الأبواب ولذلك يتم القفز على العقوبات في هذا الباب.

أما فيما يتعلق بأمريكا فالأمر ذو شقين:

الأول:

انخفاض ثمن النفط الروسي وارتفاعه في العالم الغربي وفي ملاحقه السياسية والمضاربة التجارية بين الشركات الأمريكية.

ثانيا: 

تفاهم روسي أمريكي على الحرب الروسية الأكرانية.

هذا التفاهم هو الذي أحب أن أناقشه معك حضرة القارئ المحترم، فهو محتمل ويحتاج إلى تتبع حتى ينكشف إن كان حقا.

ما تفعله أمريكا في تذكية أوار الحرب والعمل على اتساعها واضطراب الموقف الأوروبي منها وانقسامه بشأنها مع عدم وجود جدية في إشعال الحرب بينها وبين روسيا؛ يدل على تفاهم، وسيتضح الأمر أكثر عند مجيء الجمهوريين، فالواقع السياسي لأمريكا وإدارتها للصراع والحرب بالوكالة قد ظهر فشله، والفشل فشل الديموقراطيين، والحزب الديموقراطي حزب احتياطي، فإذا جاء الحزب الجمهوري للحكم غيّر من سياسة الولايات المتحدة الأمريكة تجاه الحرب في أكرانيا وتراجع عن سياسات فاشلة انتهجها سلفه الديموقراطي كلعبة بينهما، أو كلعبة رسمها الحزب الجمهوري لنفسه ولحزبه الاحتياطي لإدارة الحكم في أمريكا وإدارة العالم، وما تصريحات كثير من الجمهوريين بشأن رفع الدعم عن أكرانيا إلا ويصبّ في اتجاه الحكم على الحرب بالتفاهم الأمريكي الروسي، كما أن دخول ابن سلمان على الخط في موضوع النفط ووقوفه الظاهر ضد أمريكا وتصريح بايدن بعدم تخليه عن السعودية مع التلويح بأشد العقوبات على ابن سلمان والسعودية؛ مؤشر على إعطاء دور للسعودية تؤثر به على الأقل في إنتاج النفط وارتفاع أسعاره، كما أن وجود تحالف بين مزدوجتين بين عملاء أمريكا كإيران وسوريا مع روسيا مؤشر هو الآخر على التفاهم، وهذا الرأي قد طرحته وناقشت به ولكن ما سقته بهذا الشأن أنا غير مقتنع به تماما ولكنني أضعه في الحسبان لأني  أعتقد أن السياسة فن الممكن، يبقى أن أتتبع موقف الولايات المتحدة الأمريكية خطوة خطوة في إدارتها الحرب الروسية الأكرانية بالوكالة.

يبقى ألا نغفل إمكانية اتساع رقعة الحرب لتشمل بولندا مثلا وتتسع أكثر حتى يزداد العالم تأزما وتحصل فيه كوارث إنسانية من تجويع وتقتيل أو موت "(1) مَجْماعي" للملايين فتكون بديلا عن كورونا، ويبقى أيضا أن أحتفظ بما وضعته لاحتمال أن يكون هناك تفاهم أمريكي روسي في  هذه الحرب المقيتة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

محمد محمد البقاش

طنجة في: 07 نومبر 2022م

(1) مَجْماعي نسبة إلى المجاعات الجماعية.

 

 

 

 

 

 التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الموقع


  المشاركة السابقة : المشاركة التالية

إضافة تعليق سريع
كاتب المشاركة :
الموضوع :
النص : *
 
TO  cool  dry 
عربي  mad  ohmy 
huh  sad  smile 
wub 

طول النص يجب ان يكون
أقل من : 30000 حرف
إختبار الطول
تبقى لك :



 

   ابحث في الموقع


 

   اصدارات الجيرة


 

   مرئيات

أيهم أولى بالتعديل مدونة الأسرة؟ أم مدونة المجتمع؟ أم مدونة الدولة؟
الزيغ والخطأ عند القرآني سامر إسلامبولي ينكر التراث ويتبنى منه ما تعلق بشرح آية: "ومايعلم تأويله إل
القرآني احمد عبده ماهر يكذب على ابن عباس فينسب إليه شرح "غاسق إذا وقب" بمعنى الذكر إذا انتصب

 

   تسجيل الدخول


المستخدم
كلمة المرور

إرسال البيانات؟
تفعيل الاشتراك

 
 

الأولى . أخبار متنوعة . قسم خاص بالأدب المَمْدَري . القسم الإسباني . الكتابات الاستشرافية في السياسة والفكر والأدب . ثقافة وفنون
كتب وإصدارات . تحاليل سياسية . تعاليق سياسية . بريد القراء . سجل الزوار . من نحن . اتصل بنا

المواضيع والتعليقات المنشورة لا تمثل بالضرورة رأي الموقع، و إنما تمثل وجهة نظر كاتبيها. ولن يتحمل الموقع أي تبعة قانونية أو أخلاقية جرّاء نشرها.

جميع الحقوق محفوظة © 2009 - 2010 طنجة الجزيرة

تصميم وتطوير شبكة طنجة

ArAb PoRtAl