مقاطعة المونديالات القادمة هدف مشروع
والنهائي بين الأرجنتين وفرنسا قد عينته الشركات العالمية قبل دور النصف
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من المعروف أن المونديال تجارة واحتكار، المونديال أرباح خيالية، وهذا شأن الشركات العالمية التي تتحكم في المونديال، وقد رأينا فيما مضى التلاعب في مصير بعض المنتخبات كالمنتخب المغربي في مونديال فرنسا وتأهل النرويج على حسابه، واليوم نجد منتخبا هو المغرب قد وصل إلى دور النصف وله مؤهلات توصله إلى النهائي، ولكن يوجد إلى جانبه فرنسا والأرجنتين وكرواتيا، والشركات العالمية هي التي تختار الفائز أو على الأقل تختار من يكون في النهائي، وعليه فاختيارها لن يكون للمنتخب المغربي، ولن يكون للمنتخب الكرواتي إلا اضطرارا فلمن يكن إذن؟
يبدو أن الشركات التي لها عقود خيالية مع لاعبين دوليين لن تجني من فوز المغرب شيئا، وهي بعقودها الخيالية مع لاعبين دوليين ستجني أموالا خيالية، فالعائدات المالية بالتتويج والوصول إلى الدور النهائي خيالية، ولذلك تحبذ لقاء نهائيا بين فرنسا والأرجنتين وهي بذلك تهيء له، فلا كرواتيا تكون وصيفة، ولا المغرب يكون وصيفا، لا كرواتيا تكون بطلا ولا المغرب يكون بطلا، وهذه هي حقيقة المونديال ولنا في ذلك شواهد كثيرة ولنا إلى اليوم رؤى لسلوكيات تتغاضى عن الأكفأ في الملاعب، وتتغاضى عن الأجدر بالتتويج إن لم يكن مرغوبا فيه، إن لم يكن اوروبيا أو أمريكيا، أو على الأقل يكون لاعبوه مرموقين بتسعيرهم حتى وإن لم يكونوا فعلا كذلك، وهذا هو الاحتكار الأبرز للعبة كرة القدم العالمية، فهي التجارة الأكثر ربحا وهي المخدر الأكثر فتكا بالمشاعر، والسؤال المطروح هو:
هل يمكن أن يخرج المونديال من أيد هذه الشرذمة القذرة من الجشعين؟
والجواب على ذلك أن الأمر ممكن ولكنه في غاية الصعوبة، فنحن نعلم أن حَكَم المباريات يمكن أن يتواطأ مع حكم البار لتنفيذ تعاليم الشركات العالمية، يبقى شيء واحد هو صنع واقع يصعب تجاوزه لفائدة النتيجة المرادة من طرف الشركات العالمية، وهذا بيد المنتخب المغربي حتى لا يقصى بظلم وتآمر، وبيد المنتخب الكرواتي حتى لا يقصى هوالآخر لأن الاختيار قد وقع على الأرجنتين وفرنسا فماذا يقول الأسود؟
الكلام لا يفيد، والتثبيط لا يؤثر إذا زأر الأسد، فحتى لا تحرم الشركات العالمية من احتكار المونديال وخروج دول العالم منها وجب أن تدير إقصاء المغرب وكرواتيا عن النهائي بشكل سلس وبمبررات شبه حقيقية، فإذا نجحت وجب مقاطعة المونديال القادم ثم الذي يليه ثم الذي يليه حتى تقام التظاهرة العالمية في بلادنا بمنتخباتنا ولا نبالي بمن لا يلتحق بها وهكذا إلى أن نثبت أننا نحن الذين نستهدف الرياضة لذاتها خصوصا وأن مونديال قطر بين أيدينا ولكن بشرط أن يكون حاكم قطر في المستوى حتى لا تخطف النتائج بالمؤامرات وليكن الأمر في غاية الرعونة وذلك كأن تتوقف المباريات التي بها دخن بعد أن يكون الأمر قد دبر عن طريق تشكيل محكمة من خبراء من غير طواقم التحكيم الحاليين يتم فيها محاكمة الحوادث وليس النتائج، فالنتيجة إذا ظهرت انتهى بها كل شيئ، يجب أن تحاكم الحوادث في حينها ليس في البار، بل خارج البار مع إيقاف المباريات التي بها تلاعب لأنها في دولة عربية، فهل يجرؤ أمير قطر على فعل ذلك وينصف من سيتعرض للظلم التحكيمي من طرف الشركات العالمية؟
هل يدفعهم إلى إعادة المباريات النهائية في بلد آخر غير قطر؟
هل يسجل موقفا تاريخيا بوقوفه ضد المتلاعبين بنتائج المونديال؟
هل يستطيع إنكار ذاته ويكفر عما فعل مثلما يفعل المحتكرون؟
هل هو خارج اللعبة القذرة علما بأنه في عام 2011 اشترى جهاز قطر للاستثمار النادي الباريسي مما جعله من أغنى أندية العالم وفيه لاعبون بأثمنة باهضة كميسي؟ ولا يقال أن فيه نجم المنتخب المغربي حكيمي لذلك لا بأس أن يفوز المغرب، لا يقال ذلك.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
محمد محمد البقاش
طنجة بتاريخ: 12 ديسمبر 2022م على الساعة: الثالثة ليلا بتوقيت المغرب